يعاني مرضى السكري من العديد من الصعوبات في
التعامل مع بعض الأمور شائعة الحدوث في الحياة
اليومية ، حيث يؤثر إرتفاع السكر في الدم على
أعضاء الجسم المختلفة ، كما تتأثر بعض العمليات
الحيوية الطبيعية بإرتفاع السكر في الدم ، وأحد
هذه العمليات هي إلتئام الجروح ، حيث يعتبر إلتئام
الجروح عملية طبيعية لدى أي إنسان ، فعند إصابة أي
شخص بجرح سواء كان بسيطآ أو عميقآ ، تبدأ خلايا
الجسم وأنسجته تجدد نفسها بنفسها ، حتى تعود إلى
طبيعتها ، وبالتالي يتم منع البكتيريا والجراثيم
والعدوى من التكون والتجمع في مكان الجرح .
لماذا يواجه مريض السكري صعوبات في إلتئام الجروح
:
وبالرغم من أن إلتئام الجروح عملية حيوية طبيعية
جدآ يقوم بها الجسم بشكل لا إرادي ، إلا أن هذه
العملية تختلف بشكل كبير لدى مرضى السكري ، حيث
يعاني مرضى السكري من صعوبات كثيرة في عملية
إلتئام الجروح ، حيث أن إرتفاع السكر في الدم
لفترة طويلة ، أو تكرار إرتفاع السكر في الدم لعدة
مرات يعمل على إضعاف المناعة ، ويسبب ضمور في
الأوعية الدموية الصغيرة في الجسم ، كما يؤدي إلى
ضعف في كمية الأكسجين التي تصل إلى خلايا الجسم
وأنسجته ، وبالتالي تحدث جروحآ مزمنة لمرضى السكري
، والمشكلة أن هذه الجروح قد تكون صغيرة لا ينتبه
إليها المريض ، حيث أن مرض السكري أيضآ يمكن أن
يؤدي إلى فقدان أو ضعف الإحساس بالأطراف ، وذلك
نتيجة الإصابة بإلتهاب الاعصاب ، فلا يشعر المريض
بوجود الجروح ي أطرافه ، فيكون إحتمال تعرضه
للمضاعفات أكبر .
صعوبة التئام الجروح لمرضى السكري : عند إصابة
مريض السكري بأي نوع من أنواع الجروح سواء كان
بسيطآ أو عميقآ يجد المريض أن هذا الجرح لا يلتئم
أو يتعافى بسهولة ، والمشكلة الأكبر في الجروح
التي تحدث من نفسها ، ولا ينتبه لها المريض أو
يشعر بها تمامآ نتيجة إلتهابات الأعصاب ، حيث أن
هذا النوع من الجروح هو الأخطر والأكثر تسببآ في
المضاعفات الخطيرة .
مضاعفات صعوبة إلتئام الجروح لمرضى السكري : عندما
يظل الجرح لدى مريض السكري فترة طويلة دون إلتئام
، يصبح المريض معرضآ للمضاعفات الصحية الخطيرة ،
حيث أن تراكم الجراثيم على الجرح وعدم شعور المريض
به في كثير من الأحيان ينقل المريض من كونه يعاني
من مجرد جرح إلى مرحلة أخرى مختلفة ، حيث يصبح
المريض أمام عددآ من الخيارات الصعبة لعلاج
المضاعفات التي نتجت عن الجرح ، وهذه المضاعفات هي
:
1 – تعرض المريض للغرغرينا : تعد الغرغرينا هي موت
الأنسجة الحية في مكان الجرح ، نتيجة توقف وصول
الدم بشكل كاف إلى هذا المكان بسبب تلف الاوعية
الدموية ، وإن كان مريض السكري يعاني من تصلب
الشرايين أو إرتفاع ضغط الدم فإن الجروح التي يصاب
بها تكون أسوأ ، كما أن إحتمال تعرضه للغرغرينا
يكون أكبر .
ويكون علاج الغرغرينا عن طريق استئصال الخلايا
الميتة ، واستخدام المضادات الحيوية التي تساعد
على إلتئام الجروح .
2 – تعرض المريض للبتر : يعد البتر هو الضرر
الأكبر على الإطلاق نتيجة عدم إلتئام الجروح لدى
مرضى السكري ، حيث يلجأ الأطباء إلى بتر أحد أطراف
المريض نتيجة تاثير مرض السكري الخطير على الجرح ،
وعدم وصول الدم بشكل كامل لأحد الأطراف ، والقرار
بالبتر أو بالعلاج يجب أن يتخذه جراح ماهر على
دراية كافية بحالة المريض .