الشقيقة هي صداع شديد ومؤلم، تسبقه
غالباً - أو ترافقه - عوامل إنذار حسية كمشاهدة
ومضات ضيائية ، البقع العمياء ، الخدر و النمل في
الأطراف ، الغثيان و الإقياء ، وفرط الحساسية
للضياء والضجيج. تستمر نوبة الألم الشديد ساعات و
ربما أياماً.ينجم صداع الشقيقة عن توسع الأوعية
الدموية و تحرر وسائط كيماوية من الألياف العصبية
المحيطة بهذه الأوعية : فعندما يتوسع الشريان
الصدغي (و هو شريان سطحي التوضع يُجسّ تحت جلد
المنطقة الصدغية) ، فإن ذلك التوسع يسبب تحرر
وسائط كيماوية من الألياف العصبية مما يسبب
الالتهاب ، الألم ، و استمرار توسع الشريان..
قد يسبب ألم الشقيقة استجابة الجملة الودية, الأمر
الذي يفسر الغثيان ، الإسهال و الإقياء . إذ أن
هذه الاستجابة الودية تؤخر إفراغ محتويات المعدة
إلى الاثني عشري (مما يسبب نقص امتصاص الغذاء) ،
كما تنقص الجريان الدموي المحيطي (مما يسبب برودة
اليدين و القدمين) ، و تزيد الحساسية للضوء و
الصوت..
أكثر من 28 مليون شخص في الولايات المتحدة يعانون
من آلام الشقيقة ، و تصاب الإناث عادة أكثر من
الذكور.
ما أسباب الشقيقة؟
يمكن لدى بعض المرضى تحديد العوامل المحرضة لنوبة
الشقيقة بوضوح ، لكن في أحيان كثيرة يصعب علينا
ذلك . عموماً العوامل المحتملة التي تحرض نوبة
الشقيقة هي :
• التحسس.
• الإضاءة الشديدة ، الصوت العالي ، و حتى بعض
الروائح.
• الشدة النفسية أو الجسدية.
• اضطرابات النوم.
• التدخين أو التعرض لدخان السجائر.
• ترك بعض الوجبات (خاصة الإفطار).
• الكحول.
• اضطرابات الدورة الطمثية ، استخدام الحبوب
المانعة للحمل ، تبدل مستويات الهرمونات عند بدء
الطمث.
• الصداع الناتج عن التوتر.
• الأطعمة التي تحوي التيرامين (النبيذ الأحمر ،
الجبنة القديمة ، السمك المدخن ، كبد الدجاج ،
التين و بعض أنواع البقوليات...) ، أو تلك التي
تحتوي النيترات الغلوتامات أو أحادية الصوديوم
(النقانق, لحم الخنزير، السجق) ...
• أطعمة أخرى كالشوكولا ، الجوز ، زبدة الفستق ،
الأفوكادو، الموز ، الليمون، البصل، مشتقات
الألبان و المُخللات...
ليس بالضرورة أن تسبب هذه العوامل نوبة شقيقة كلما
تم التعرض لها ، كما أن تجنبها لا يقي دائماً من
حصول النوبة.
ما هي أعراض الشقيقة؟
قد تظهر الأعراض قبل نوبة الصداع بفترة ، أو قبل
النوبة تماماً ، أو مرافقة لنوبة الصداع و ربما
بعد النوبة, و رغم أن الأعراض المرافقة ليست نفسها
دائماً لكن بإمكاننا القول أن أهم أعراض الشقيقة
هي : • ألم متوسط الشدة إلى شديد ، عادة يتوضع في
جانب واحد من الرأس لكن الجهة المصابة من الرأس قد
تختلف بين النوبات المتعاقبة .
• ألم نابض في الرأس.
• يزداد الألم عند ممارسة النشاطات الجسدية.
• يكون المريض غير قادر على إتمام عمله بسبب
الألم.
• غثيان.
• إقياء.
• زيادة الحساسية للضوء و للصوت.
بعض مرضى الشقيقة يمرون بفترة تدعى (النسمة) قبل
نوبة الصداع مباشرة أو مرافقة للنوبة ، لكن غالبية
المرضى لا يمرون بها. و يقصد بالنسمة بعض
الاضطرابات الحسية كالتخليط الذهني أو الشعور
بأضواء غريبة على شكل ومضات أو خطوط في حقل الرؤية
، أو بقع عمياء . مع نمل و وخز في الطرفين
العلويين أو السفليين ، أو الشعور بروائح غير
مُحببة.
مرضى الشقيقة أيضاً لديهم شعور داخلي يدعى
(الأمارة) أو (البادرة) و التي قد تسبق الصداع
بساعات أو بيوم ...هذا الإحساسات الخاصة تتضمن
النشوة و النشاط الزائد ، الرغبة بتناول الحلويات
، العطش ، النعاس ، الهيوجية و الاكتئاب.
كيف يتم تشخيص الشقيقة؟
من خلال القصة السريرية العائلية و تحري
وجود الأعراض السابقة في المريض ، و وقد وضعت
اللجنة الدولية للصداع معيار الـ "1,2,3,4" لتشخيص
الشقيقة التي لا تترافق مع الـ (نسمة) :
1- 5 هجمات أو أكثر.
2- مدة الهجمة 4 ساعات إلى 3 أيام.
3- علامتان على الأقل مما يلي : أحادية الجانب ،
الألم نابض ، الألم متوسط الشدة أو شديد ، يشتد
الألم بممارسة النشاطات اليومية الاعتيادية.
4- على الأقل عرض آخر مثل : الغثيان ، الإقياء ،
الحساسية للضوء ، الحساسية للصوت.
يمكن إجراء فحوص أخرى مثل تخطيط الدماغ الكهربائي
EEG، التصوير الطبقي المحوري CT، الرنين
المغناطيسي MRI،و البزل القطني و ذلك من أجل تحري
:
• النزف داخل الجمجمة.
• خثرات في السحايا الدماغية .
• النشبة.
• توسع الأوعية الدماغية.
• الزيادة الشديدة أو النقصان الشديد في كمية
السائل الدماغي الشوكي.
• انسداد الجيوب الأنفية .
• الصداع التالي للنشبة.
• الأورام. |